لم ترغب بترك أصدقائها العصافير الذين شاركوها الحصار السوري الظالم، فحملتهم معها في رحلة خروجها الأخير من حلب. الناشطة السورية زين الشام قالت إنها كانت تملك ثلاثة عصافير فقط، لكنهم أصبحوا بهذا العدد عندما قام والدها بجمع العصافير والحمام المتبقي في حيّهم بعد أن نزح الجيران نتيجة هجوم شنه جيش النظام السوري والميليشيات الداعمة له على حي المشهد شرق حلب بحسب تقرير نشره موقع «هافينغتون بوست عربي». زين كانت من ضمن عشرات آلاف المدنيين الذين غادروا حلب نهائيا ضمن اتفاق الإجلاء الذي أقرته روسيا كمقابل لإيقاف قصف وحصار الأحياء الشرقية للمدينة. افترشت زين - بصحبة عائلتها وما تبقى لهم من أغراض شخصية- أرض سيارة النقل التي يمتلكونها. كانت لحظات صامتة حتى على العصافير التي امتهنت الزقزقة في وداع أخير للمدينة التي قضوا فيها عمرهم، رغم أصوات القنابل. وأضافت زين «كان مشهدا حزينا»، كانوا كما عشرات الآلاف غيرهم ممن تركوا خلفهم كل شيء واستعدوا للخروج نحو المجهول. لم تكن هذه الطفلة هي الوحيدة التي خرجت رفقة حيواناتها الأليفة من حلب تقول زين، «خلال ساعاتي الأخيرة قبل النزوح شاهدت عددا من الخارجين يحملون معهم طيورهم وقططهم». وتابعت زين قائلة«في أيام الحصار الصعبة التي عاشها سكان حلب المحاصرون دون اتصالات أو كهرباء تعلق الناس أكثر بحيواناتهم». وزادت هم أصدقاء يستمعون إلى همومنا دون أن يتعبونا بهمومهم. لم تكن تلك العصافير هي حيوانات السوريين الأليفة الأولى التي تنجو من الحرب، زيتونة أيضا كانت إحدى أشهر القطط السورية بعد أن تناقل ناشطون أوروبيون صورا للحظة وصولها إلى شواطئ القارة العجوز.